مدن ممتدة: الخرطوم - بيروت

إقامة فنية
2023 / 2025

"أو ليست الخرائط مجرد مزحة سخيفة اتفقنا على تصديقها؟"

صافية الحلو / حدود - أخف ٣

"مدن ممتدة" هو مشروع إقامة فنية تفاعلية تستكشف العلاقة بين البلدان والمدن والمواضيع التي تستند إليها، بما في ذلك التاريخ والأدب والذاكرة، مع التركيز على موضوع البناء والهدم.

لماذا الخرطوم - بيروت؟

لم تكن الخرطوم مدينة حداثة راسخة في بداية القرن العشرين، لذا بدا وكأن هناك نموذجًا آخر أكثر قوة وقدرة على تشكيل أنماط معرفية وفكرية تتعارض مع طبيعتها الاجتماعية. بدأ بعض السودانيين في الابتعاث إلى مدن أخرى للتعليم الجامعي، وكانت الجامعة الأمريكية في بيروت محطة بالغة الأهمية. وظهر مفكرو العصر الأول للحداثة، كما أُطلق عليهم، في الأدب السياسي والاجتماعي، مثل معاوية محمد نور (1901-1941). تلقى نور تعليمه (الجامعة الأمريكية في بيروت) لمدة ثلاث سنوات وحصل على شهادة في الأدب. كما كتب نور مجموعة من المقالات الأدبية في عدد من الصحف، مثل تجربة معاوية في بيروت التي كانت علامة مهمة في مسيرة الحداثة السودانية التي لم تتوقف، حيث درس رموز الحركة الوطنية، مثل إسماعيل الأزهري، أول رئيس وزراء للسودان، أيضًا في الجامعة الأمريكية في بيروت. خلال نفس الفترة التي كان يدرس فيها معاوية نور.

"مدن ممتدة" هي إقامة فنية تابعة ل زا ميوز ملتي استيديوز، وهي منظمة إقليمية متكاملة ملتزمة بجعل الفن متاحًا من خلال مشاريع تعاونية تستجيب للسياقات الثقافية والاجتماعية. صُممت هذه الإقامة كمساحة للتجريب والحوار، وتستكشف العلاقات المتداخلة بين المدن والأمم، متطرقةً إلى مواضيع التاريخ والأدب والذاكرة والبناء والتدمير.

يُركز الفصل الأول من "مدن ممتدة" على بيروت والخرطوم، العاصمتين اللتين، وإن كان تاريخهما مختلفًا، إلا أنه متشابكٌ بعمق في مسائل الحداثة والتعليم والتبادل الفكري. في مطلع القرن العشرين، افتقرت الخرطوم إلى الهياكل المتماسكة للحياة الحضرية الحديثة. ونتيجةً لذلك، غالبًا ما كان يُرسل الطلاب السودانيون إلى الخارج للدراسة العليا، وكانت بيروت وجهةً رئيسية.

بالاعتماد على هذه التواريخ المتشابكة، يسعى مشروع "مدن ممتدة" إلى استكشاف كيف تُجسّد المدن الذاكرة والحركة، وكيف تتقاطع عبر الجغرافيات الثقافية والسياسية والفكرية، وكيف يُمكن للفن أن يُشكّل وسيلةً لإعادة تخيّل تلك التقاطعات. وهكذا، أصبحت بيروت والخرطوم أكثر من مجرد موقعين، بل هما موقعان للتفاوض والترجمة والخيال، حيث تلتقي تواريخ الهجرة والتبادل والطموح في إمكانيات فنية جديدة.

الفنانين المقيمين

ليلي أبي شاهين

ليلي أبي شاهين (مواليد بيروت، 1985) محامية وباحثة وفنانة تجمع في ممارستها بين القانون والفن. درست القانون في جامعة القديس يوسف (2007) وجامعة باريس ديكارت (2008)، ثم حصلت على بكالوريوس (2018) وماجستير (2019) في الفنون الأدائية من جامعة باريس الثامنة. تتخذ أعمالها شكل عروض محاضرات وتركيبات وفيديوهات تستكشف تقاطعات العدالة والتاريخ والتمثيل، كما في الجثة الرائعة (فرانكفورت، 2021)، العناق (باريس، 2022)، أبجد حوّز (بيروت، 2022)، ومشروعها المستمر بحرنا / Mare Nostrum (منذ 2021).

خالد عبد الرحمن

خالد عبد الرحمن (مواليد الخرطوم، 1978) فنان عصامي يستكشف من خلال الرسم والتصوير علاقته بالمكان الذي يعيش فيه، عبر مناظر طبيعية وحضرية وتفاصيل معمارية تعكس حوارًا بين الذاكرة والمكان. بعد اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، انتقل إلى القاهرة لمواصلة مسيرته الفنية. شارك في معارض جماعية في الخرطوم، كمبالا، القاهرة، نيروبي وكيب تاون، وأقام ستة معارض فردية في الخرطوم، نيو أورلينز، ونيروبي.

البرنامج العام

الفن والقانون: التمثيلات، المحاكمات، والسلطة

Art and Law – Representations, Trials, and Power is a workshop that investigates how the law and judicial systems are represented, reimagined, and challenged through art. From ancient Mesopotamian tablets to contemporary performance-trials, artists have repeatedly staged justice—sometimes reflecting its ideals, other times exposing its failures.The seminar invites participants to think of law not only as a regulatory framework that governs artistic practice, but as an artistic subject in itself. Through literature, cinema, theater, performance, and visual arts, we will explore how legal institutions, trials, and systems of power have been depicted, critiqued, and transformed within artistic forms. By analyzing case studies across history and media, students will gain a deeper understanding of how art shapes public perceptions of justice and how, in turn, legal systems influence cultural production. The seminar further asks whether art can act as an alternative arena of justice—verifying, questioning, or even supplanting institutional law when systems fail.

يتم دعم رحلة ليلي إلي القاهرة عبر برنامج "وجهات" من المورد الثقافي